فعاليات عالمية

إجماعٌ على أهميته الكبيرة في الزمان والمكان مسؤولون يُثمّنون قرار إنشاء مجمع اللغة العربية في إمارة الشارقة

الشارقة- مركز الشارقة الإعلامي -25 ديسمبر 2016

ثمّن متخصصون وتربويون وأكاديميون وإعلاميون إصدار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مرسوماً أميرياً بإنشاء مجمع اللغة العربية في الشارقة، مشيرين الى أهميته البالغة على مختلف المستويات الإعلامية والتعليمية والتربوية انطلاقاً من الأهداف التي وضعت له في العديد من الحقول، والتي شملت إجراء البحوث وإصدار المعاجم اللغوية ودراسة المصطلحات وتحقيق المخطوطات، بالإضافة الى بحث ودراسة كل ما من شأنه الارتقاء باللغة العربية وغيرها.

واكد المسؤولون والمتخصصون في تصريحات خاصة لمركز الشارقة الإعلامي أهمية المبادرات والمشروعات والمكارم السامية لصاحب السمو حاكم الشارقة المتنوعة في مختلف المجالات، مما يشكل دعماً لا محدود لمسيرة التعليم والتنمية والأدب العربي والثقافة والتراث واللغة والتعليم في الوطن العربي بكامله.

 

أعرب سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة  لمركز الشارقة الإعلامي عن فخره واعتزازه بالقرار السامي لصاحب السمو حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة بإنشاء مجمع اللغة العربية بالشارقة، مؤكدا بأن هذا القرار هو قرار تاريخي قومي الآفاق وروحي الجوهر.

وأوضح بأنه قرار تاريخي قومي الآفاق لأن في إنشاء هذا المجمع بما يقوم عليه من مكونات ونظم سوف يعمل على صيانة اللغة العربية وتعزيز أدوات حمايتها من غزو الثقافات الأخرى لها من جانب ومن جانب آخر سيدعم الجهود المبذولة من مختلف الأجهزة المختصة في مواجهة التحديات العصرية الكبرى التي تشكلها الثورة التقنية العالمية الكبرى.

وواصل أ.د حميد مجول النعيمي قائلاً:” أما من حيث كونه قرار روحي الجوهر، ففي ذلك المعنى الجليل للحفاظ على لغتنا العربية التي تشرفت بكونها اللغة التي خاطب بها الله سبحانه وتعالى عباده المسلمين بالقرآن الكريم، الأمر الذي يشكل أهمية روحية جليلة الشأن لدى كل مسلم”.

وأكد الدكتور النعيمي في ختام حديثه بأن جامعة الشارقة ستعمل على دعم قرار رئيسها صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء هذا المجمع وفي إطار تلبيتها لتوجيهات سموه في وضع كل الأسس التي تعزز دور هذا المجمع وتطلق آثاره البناءة عبر الآفاق العربية من قواعد ونظم ومراجع وأسانيد ومعاجم.  

 

خطوة عملية

و قال حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وادباء الإمارات:”يأتي إنشاء المجمع في سياق الاهتمام المتزايد بقضايا الهوية التي تتعرض في هذه المرحلة إلى مجموعة من التحديات. واللغة بلا شك أحد أهم العناوين الدالة على الهوية، وهي إلى جانب ذلك من أكثر عناصر الهوية عرضة لخطر التشويه والمحو، نظراً لسياسة عالمية غير مسؤولة تنحو باتجاه تذويب الثقافات وفرض ثقافة واحدة تحت مسميات العولمة أو القرية الكونية أو سواها”.

وأضاف الصايغ قائلاً :” مجمع الشارقة إذاً خطوة عملية للرد على هذه المحاولات، وهي خطوة جادة بكل تأكيد، ونحن نعول عليها كثيراً، لعوامل عديدة أولها أنها برعاية مباشرة من صاحب السمو حاكم الشارقة، وهو الرجل المسكون بقضايا الأمة بحكم موقعه مثقفاً كبيراً، ومبدعاً وصاحب تجربة غنية في مكابدة هموم الثقافة وشؤونها. الأمر الآخر أن المجمع سيكون في الشارقة أي في مكان يتوافر على جميع مقومات النجاح لاسيما ما يتصل منها بالمكانة المحترمة سواء على المستوى العربي أو الدولي، أو المؤسسات القوية، أو الإمكانات المادية، أو الخبرة في التعامل مع قضايا ثقافية بحجم اللغة ومشكلاتها.

وأكد الصايغ أنه بشكل عام يمكن القول إن مجمع اللغة العربية في الشارقة ستناط به مهمات صعبة ومعقدة منها إيجاد حلول للكثير من المشكلات العالقة مما يخص بنية اللغة نفسها نحواً وصرفاً وإملاءً، أو مما يخص الظروف المحيطة باللغة والتي تصعب عملية انتشارها كالإعلام والتعليم والنشر أو سواها.

وقال الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب :” لمسنا في لقائنا مع صاحب السمو حاكم الشارقة أنه ينطلق في هذا المشروع من رؤية علمية منهجية واضحة، وأن طموحاته الكبيرة تستند إلى معطيات واقعية، وقد اشار في حديثه إلى بعض الخطط الخاصة بالمشروع، ومنها إصدار معجم تاريخي للغة العربية، وهذا المعجم سيكون بكل تأكيد واحداً من أهم ما ستحظى به اللغة العربية في تاريخها المعاصر، فمن المعلوم أن اللغة العربية تعاني من نقص كبير في مجال العمل المعجمي.

واختتم حبيب الصايغ حديثه عن مبادرة إنشاء المجمع بالشارقة قائلاً:” نحن نتطلع إلى أن يكون المجمع مؤسسة مرجعية عربية، ولا بد في هذا المجال من شبكة علاقات حية وفعالة بين المجمع من جهة وبين المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية، إضافة إلى جميع الأجهزة الحكومية وغير الحكومية”.

مستقبلٌ مشرق

وأكد سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بإنشاء وتنظيم مجمع اللغة العربية بالإمارة، يكمل منظومة الصروح الثقافية في الشارقة، التي بات فيها هيئات ومعاهد ومؤسسات تحافظ عليها، وتمنحها مزيداً من التطور والانتشار.

وأضاف العامري: “يمثّل تزامن الإعلان عن إنشاء المجمع مع اليوم العالمي للغة العربية، احتفاءً شارقياً بهذه اللغة الجميلة، التي تستحق أن تكون سيدة لغات العالم، لما تتمتع به من عذوبة في الألفاظ، واتساع في المعاني، وإعجاز في الأوصاف، وسيسهم المجمع في المحافظة على مكانة اللغة، والنهوض بها، وتعزيز صناعة النشر التي تستند على إحياء التراث العربي والإسلامي”.

وأعرب رئيس هيئة الشارقة للكتاب عن ثقته بأن مستقبل اللغة العربية، من خلال الجهود التي تبذلها إمارة الشارقة، عبر هذا المجمع وغيره من المبادرات والمشاريع، سيكون أكثر إشراقاً، مشيراً إلى أن العربية لغة حيّة تتطلب التطوير والتجديد، لمواكبة متغيّرات الحياة، وما تفرزه كل يوم من مصطلحات ومفردات جديدة، تقتضي التعريب والتوحيد من أجل توثيق صلتها بواقعها وباحتياجات الناطقين بها.   

 وأكد الدكتور حسين محمد المهدي عميد الخدمات الأكاديمية المساندة بجامعة الشارقة لمركز الشارقة الإعلامي ان إنشاء مثل المجمع لا شك سيكون له أثر ايجابي ملموس لما سيقدمه من خدمات من شأنها دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي في البلاد العربية والاسلامية. فمما لا يخفى على أحد بأن التقدم العلمي الذي يشهده العلم اليوم في العلوم التطبيقية والهندسية والطبية جلّه ينشر ويوثق باستخدام اللغات الأجنبية من غير العربية الأمر الذي يحتم علينا كعلماء واساتذة جامعات أن نقوم بدورنا الريادي بتوثيق هذه التقدم ونقله للعالم العربي بلغتنا العربية. ومثل هذا المجهود يحتاج  لرعاية واهتمام ودعم مالي لا يتوفر الا بمثل هذا المجمع الطيب.

وأضاف قائلاً:” كباحث وأستاذ جامعي سأجد في هذا المجمع ضالتي كغيري من الباحثين المهتمين بنقل هذا التقدم العلمي لغرض الاستفادة منه من قبل ابنائنا وبناتنا من طلبة العلم والاستفادة منه.

 

إدارة الموقع

نبذة عن ادارة الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى